في خضمّ تيّارات العصر التي كثيرًا ما تُفاقم الخلافات،
تبرز جامعتان من خلفيتين دينيتين مختلفتين كمنارةٍ للأمل . في يوم الجمعة، ٩مايو ٢٠٢٥، استقبلَ مدير
جامعة سونان كاليجاكا الإسلامية
الحكومية، البروفيسور نورهايدي حسن، بترحابٍ كبير، وفدًا من جامعة إندونيسيا
المسيحية مالوكو، وذلك في إطار التوقيع على مذكرة تفاهم تهدف إلى تطوير وتحسين
جودة الأركان الثلاثة للجامعة، وهي: التعليم والتدريس، البحث العلمي، وخدمة
المجتمع.
وقال البروفيسور نورهايدي: "نحن نرحب بتوقيع مذكرة
التفاهم هذه، التي تُعد امتدادًا لمذكرة التفاهم الموقعة في عام ٢٠١٩، ونأمل أن
تعود بالفائدة على كلا الطرفين، وتعزز العلاقة بين الجامعتين من أجل دفع إندونيسيا
نحو مزيد من الانسجام والسلام والكرامة
حضر الاجتماع مدير الدراسات العليا في جامعة سونان
كاليجاكا الإسلامية
الحكومية، البروفيسور موخ. نور إخوان، بينما ترأس وفد جامعة إندونيسيا المسيحية في
مالوكو مديرُها البروفيسور هينكي هيثاريا، برفقة أمين برنامج الدراسات العليا،
الدكتور يوهانس باريهالا
كما عبّر مدير جامعة إندونيسيا المسيحية مالوكو عن
امتنانه العميق لحفاوة الاستقبال التي حظي بها من جامعة سونان كاليجاكا الإسلامية
الحكومية، وأعرب عن أمله في أن يستمر هذا التعاون في التطور من أجل الارتقاء بجودة
الموارد البشرية.
وقال: "نأمل أن يستمر التعاون بين جامعة إندونيسيا
المسيحية في مالوكو وجامعة سونان كاليجاكا الإسلامية الحكومية في التطور، ليجلب
التنوير ويعزز روح التضامن بين الجامعات ذات الخلفيات الدينية المختلفة في
إندونيسيا."
ومع ذالك، فإن ما يتجاوز مجرد التعاون الإداري في هذه
اللحظة هو الرمزية التي تمثلها، إذ تُجسّد واقعًا ملموسًا بأن الحوار بين الأديان
أمرٌ حقيقي. ومن أبرز الأدلة على ذلك هو استمرارية هذا التعاون، لاسيما في افتتاح
برنامج الدكتوراه في اللاهوت بتخصص "الدين والوطنية".
وقد أضاف الدكتور يوهانس
باريهالا، أمين برنامج الدراسات العليا بجامعة إندونيسيا المسيحية في مالوكو،
قائلاً: "إن هذا التعاون بين الأديان هو تجسيد واقعي لمفهوم الاعتدال الديني،
الذي يُعد أمرًا بالغ الأهمية في ظل التعدد الثقافي في المجتمع الإندونيسي."
وتابع قائلًا: "دعوا
مثل هذا التعاون يُصبح نموذجًا لعلاقات شاملة وتعددية نسعى لبنائها من أجل تحقيق
الانسجام الاجتماعي.
وفي أجواء يسودها الود وروح التعاون، اتّضح جليًا أن
للمؤسسات التعليمية دورًا استراتيجيًا في بناء جسور بين المعتقدات. ويُعدّ التعاون
بين جامعة سونان كاليجاكا الإسلامية الحكومية وجامعة إندونيسيا المسيحية مالوكو
مثالًا حيًّا على كيفية تحويل الاختلافات الدينية إلى أساسٍ لشراكة منتجة ومستدامة
وبالنسبة للمؤسستين، فإن هذا التعاون يفتح آفاقًا واسعة
لتطوير البرامج الأكاديمية متعددة التخصصات ومتعددة الأديان، كما يعزّز من قدرات
المؤسستين على بناء تعليم عالٍ يرتكز على قيم الوطنية والتعددية
أما على مستوى هيئة المحاضر، فإن هذا التعاون يتيح فرصًا
للتدريس المشترك، والبحث التعاوني بين الجامعات، والتبادل الأكاديمي الذي يُثري
الرؤى العلمية. كما يتيح تناول موضوعات مثل التعددية، والاعتدال الديني، والانسجام
الاجتماعي في إطار من التعاون البنّاء والانفتاح العلمي
وبالنسبة للطلاب، يُمثل هذا التعاون فرصةً ذهبية لاكتساب خبرات تعليمية عابرة للثقافات والأديان، من خلال برامج التبادل، والمحاضرات الضيفية، والبحوث المشتركة. وكل ذلك يسهم في تشكيل رؤية أكثر شمولية، وتسامحًا، ونقدًا تجاه تعقيدات المجتمع الإندونيسي المتعدد .العلاقة العامة جامعة سونان كاليجاكا الإسلامية الحكومية.