WhatsApp Image 2025-05-23 at 09.07.53.jpeg

الثلاثاء, ٢٠ مايو ٢٠٢٥ ٠٩:٣٠:٠٠ WIB

0

تحية تكريمية لمارتن فان برونسن؛ كلية الدراسات العليا في جامعة سونان كاليجاكا الإسلامية الحكومية تطلق كتاب "مسارات الإسلام الإندونيسي"

لم تقتصر القاعة الكبرى لكلية الدراسات العليا في جامعة سونان كاليجاكا الإسلامية الحكومية  في يوجياكرتا ظهر ذلك اليوم على حضور الأكاديميين، والأساتذة، والطلبة. ففي تلك القاعة، بدا الحضور الروحي لمسيرة مارتن فان برونسن العلمية التي امتدت لعقود، وكأنه يخاطب الحاضرين، عند الإعلان الرسمي عن إطلاق كتاب "مسارات الإسلام الإندونيسي: مجموعة أبحاث تكريمية لمارتن فان برونسن"، في منتدى علمي ملهم ومفعم بالتأمل.

لم يكن هذا الحدث، الذي أقيم بنظام هجين يوم الإثنين (19 مايو 2025)، مجرد حفل لإطلاق كتاب، بل كان تعبيرًا صادقًا عن التقدير العميق لعالِم من جامعة أوتريخت في هولندا، كرّس حياته لدراسة وفهم تنوع الإسلام في إندونيسيا. وقد حضر الحفل كل من رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور نورهادي حسن، ومدير الدراسات العليا الأستاذ الدكتور موح نور إشوان، بالإضافة إلى المحررين ومؤلفي الكتاب، وعدد من الأكاديميين من مختلف الأماكن.

في كلمته الافتتاحية، قال رئيس الجامعة: "إن فان برونسن ليس مجرد اسم في قائمة المراجع. بل هو نافذتنا إلى تعقيدات الإسلام في إندونيسيا". وبالنسبة للأستاذ الدكتور نورهادي، فإن هذا التكريم يحمل طابعًا شخصيًا، إذ كان تلميذًا لفان برونسن أثناء دراسته في هولندا، وقد شهد بنفسه كيف أن أستاذه بنى شبكة علمية بروح من الصبر والمثابرة. وأضاف قائلاً: "إن أعماله تشكل الأساس، لكن روحه في مواصلة التعلم وبناء الحوار العابر للحدود، هي ما يترك الأثر الأعمق."

ويُعدّ كتاب "مسارات الإسلام الإندونيسي" عملًا جماعيًا متعدد التخصصات، قام بتحريره اثنان من الأكاديميين البارزين، وهما الأستاذ الدكتور فاريش أ. نور، أستاذ في الجامعة الإسلامية الدولية في إندونيسيا، والأستاذ الدكتور موح نور إشوان، أستاذ ومدير الدراسات العليا في جامعة سونان كاليجاكا الإسلامية الحكومية . وقد حضر كلاهما حفل الإطلاق هذا، حاملين معهم روح التعاون من قبل المؤلفين المشاركين، ومن بينهم الأستاذة الدكتورة إيويس نورلالواتي، والدكتور محمد ويلدان، اللذان درسا أيضًا في "بلاد الطواحين".

وبحسب الأستاذ الدكتور إشوان، فإن هذا الكتاب ليس مجرد مجموعة من المقالات الأكاديمية، بل هو فسيفساء لمسيرة فكرية، حيث يُعد كل مقال بمثابة تكريم لتأثير مارتن فان برونسن في تشكيل تقليد دراسة الإسلام الإندونيسي بروح نقدية ومنفتحة وتأملية. وفي مداخلتها كمناقشة رئيسية، دعت الأستاذة الدكتورة شفاعة المرزانه الحضور للتأمل مجددًا في القيم التي ورثناها عن فان برونسن، واستعادت ذكرياتها أثناء دراستها في هولندا، حين كانت تجلس في قاعات المحاضرات وهو يعلّمهم. وقالت: "هذا الكتاب يُجسّد قوة الشبكات العلمية التي بناها على مدى عقود"، مضيفة: "وأكثر من ذلك، يُبرز أهمية المنهجية متعددة التخصصات في فهم الإسلام المتنوع في إندونيسيا."

وقد حضر البروفيسور مارتن فان برونسن بنفسه هذه المناسبة، وقال بتأثر: "أنا متأثر للغاية. إن رؤية تلامذتي وزملائي وهم يواصلون هذا النقاش ويطوّرونه هو سعادة لا تقدّر بثمن." وأكد على أهمية استمرار دراسة الإسلام الإندونيسي من قبل الجيل القادم من الأكاديميين. وأضاف: "واصلوا فتح أبواب الحوار، وحافظوا على روح الانفتاح، واحتفلوا بالتنوع."

وبالنسبة للمجتمع الأكاديمي في جامعة سونان كاليجاكا الإسلامية الحكومية ، فقد كانت هذه المناسبة لحظة بالغة الأهمية. فهي لم تكن مجرد احتفال بإطلاق كتاب، بل احتفال بالقيم الأكاديمية التي تتجاوز حدود الدول والأجيال والتخصصات. وفي ظل التحديات التي يفرضها العصر، تظل مثل هذه النقاشات هي ما يبقي شعلة المعرفة متقدة. وكما أن أعمال فان برونسن لا تزال مرجعًا حيًا، فإن هذا الحدث يُعد تذكيرًا بأن العلم القائم على الإخلاص سيظل حيًا، ليس فقط في صفحات الكتب، بل في أرواح طالبي العلم الذين لا يملّون من السؤال والبحث.