أقامت جامعة سونان كاليجاكا الإسلامية الحكومية، من خلال
برنامج دراسة اللغة العربية وآدابها بكلية الأدب والعلوم الثقافية، مهرجان سونان كاليجاكا
العربي الثامن (مهرجان سُكْرابِك) تحت شعار "استكشاف جماليات الأدب العربي:
نسج المعنى، وتصوير بريق الحضارة". ويجسد هذا النشاط التزام جامعة سونان كاليجاكا
الأكاديمي بتطوير دراسات اللغة العربية وآدابها، ليس فقط كأداة علمية، بل أيضًا
كوسيلة حضارية قادرة على إحداث تحول ثقافي وفكري.
أُقيم حفل الافتتاح يوم الخميس (١١ سبتمبر ٢٠٢٥) في قاعة
المؤتمرات بالطابق الأول، وبدأ بمسيرةٍ جابت الحرم الجامعي، رمزًا لترسيخ قيم هذا
النشاط في الوسط الأكاديمي. وحضر الفعالية عميد كلية الآداب والعلوم الثقافية،
الأستاذ الدكتور نور الدين، ونوابه؛ ورئيس برنامج اللغة العربية وآدابها، الدكتور
حبيب؛ والمحاضرون والطلاب، وبالطبع المشاركون من مختلف المدارس والجامعات الذين
كانوا مستعدين للمشاركة في المسابقة.
سيستمر المهرجان حتى 13 سبتمبر 2025، وسيضم أكثر من 50
جامعة ومدرسة من مختلف مناطق إندونيسيا، بل وجنوب شرق آسيا. وتُعد المسابقات
المتنوعة، بما في ذلك المناظرات، وتقديم القشور، وغناء الأرابي، والمقالات،
والخطب، والخط العربي، والحضرة، وقراءة الشعر، منصةً لتعزيز حب الطلاب للغة
العربية وصقل مهاراتهم فيها.
اعتبر عميد كلية الأدب والعلوم الثقافية، الأستاذ
الدكتور نور الدين، المهرجان إنجازًا كبيرًا. وقال في كلمته الافتتاحية: "هذا
الحدث لا يُعلي من شأن برنامج الدراسة فحسب، بل يُعلي من شأن هيئة التدريس، بل
وجامعة سونان كاليجاكا ككل. فاللغة العربية لغة دولية مُعترف بها من قِبَل الأمم
المتحدة، وتُستخدم على نطاق واسع في الدبلوماسية والمنتديات العلمية، وبالطبع كلغة
دينية".
وتميز حفل افتتاح النشاط بقرع الجرس من قبل عميد كلية
الآداب والعلوم الثقافية رمزاً لبدء سلسلة الفعاليات، برفقة نائب العميد الثالث
ورئيس برنامج دراسة اللغة العربية وآدابها.
في غضون ذلك، أكد الدكتور حبيب، رئيس برنامج دراسة اللغة
العربية وآدابها، في كلمته، أن الأدب العربي ليس مجرد أعمال مكتوبة، بل هو انعكاس
لرحلة الحضارة الطويلة. وقال: "من الأدب الكلاسيكي الذي يصور الصحراء إلى
الأدب الحديث الذي يتناول القضايا الاجتماعية والسياسية والإنسانية، تُثبت جميعها
أن الأدب العربي كان له تأثير كبير على حياة الإنسان".
بالنسبة للطلاب، يُقدّم المهرجان تجربةً ثرية. أعرب عبد
الحكيم، الطالب من جامعة يوجياكارتا المحمدية (UMY) من غانا،
غرب أفريقيا، عن فخره بالمشاركة. وأشار إلى أن المشاركة في هذا الحدث لم تُعزّز
ثقته بنفسه وطلاقته اللغوية فحسب، بل ووسّعت آفاقه من خلال الأدب الذي درسه. وقال:
"بشكل تلقائي، أصبحت قراءاتي أكثر تنوعًا، كما صقلت مهاراتي في التفكير
النقدي".
في خضمّ تيارات العولمة وتحديات العصر الرقمي، يُظهر
وجود مهرجانات كهذه أن اللغة العربية لا تزال ذات أهمية، بل تزداد أهميتها، كوسيلة
أكاديمية ومساحةً للقاءات الثقافية. مهرجان سكر عربي الثامن ليس مجرد مسابقة، بل
هو مساحةٌ للتأكيد على أن اللغة العربية هي لغة المعرفة والدبلوماسية والأخوة
الدولية.
إن رؤية جورج سانتايانا بأن الأدب هو "الحقيقة
الرابعة" بعد الدين والفلسفة والعلم، ورؤية أخرى تصف الأدب بأنه "نوع من
الدين بلا مكان"، تُبرز ثراء وعمق مهرجان سكرعربي الثامن. هذا المهرجان ليس
مجرد مسابقة، بل هو أيضًا مساحةٌ يُتاح فيها للطلاب والمشاركين تجربة قيم الحياة
والتأمل فيها والتعبير عنها من خلال اللغة والأدب العربيين.
من الشعر والقصص إلى الخطب والخط العربي، كل عمل بمثابة وسيلة للتأمل الثقافي والفكري والأخلاقي، في حين يثبت أيضًا أن برنامج دراسة اللغة العربية وآدابها وكلية الأدب والعلوم الثقافية هي أحد ركائز الفخر في جامعة سونان كاليجاكا بإنجازاتها المستمرة.