download - 2025-10-31T131831.351.jpeg

الجمعة, ٣١ أكتوبر ٢٠٢٥ ١٣:٢٤:٠٠ WIB

0

وزير الشؤون الدينية نصر الدين عمر يدعو إلى الدبلوماسية السلمية والإيكو-ثيولوجيا وتمكين الاقتصاد الإسلامي في مؤتمر AICIS+ 2025


ديبوك – إندونيسيا | 21 أكتوبر 2025 — ألقى وزير الشؤون الدينية في إندونيسيا، البروفيسور نصر الدين عمر، كلمة مؤثرة خلال اليوم الثاني من فعاليات المؤتمر الدولي السنوي حول الإسلام والعلم والمجتمع (AICIS+) لعام 2025، الذي استضافته جامعة إندونيسيا الإسلامية الدولية (UIII) في مدينة ديبوك.
وقد عرض الوزير أمام مئات الأكاديميين والباحثين من مختلف دول العالم ثلاث ركائز أساسية لرسم ملامح مستقبل الحضارة الإسلامية: الدبلوماسية السلمية، والوعي البيئي (الإيكو-ثيولوجيا)، وتمكين الاقتصاد الإسلامي.

في مستهل كلمته، أشار الوزير إلى الثقة المتزايدة التي يوليها العالم لإندونيسيا بوصفها نموذجًا للسلام في ظل تصاعد الأزمات الجيوسياسية. وأكد أن بلاده، التي تضم أكبر عدد من المسلمين في العالم، استطاعت أن توازن بين القيم الإسلامية والإنسانية.

وقال: “تُعدّ إندونيسيا دولة مستقلة قادرة على تقديم حلول سلمية ولعب دور الوسيط في الأزمات الدولية. هذه الثقة تمثل رأس مال دبلوماسي ثمين لتعزيز الدبلوماسية الإنسانية والسلام العالمي، خصوصًا فيما يتعلق بالأزمات في الشرق الأوسط.”

وأكد الوزير أن دبلوماسية بلاده تستند إلى مبدأ السياسة الخارجية المستقلة والفاعلة التي تستلهم قيم الإسلام المعتدل والمنفتح.

وانتقل الوزير بعد ذلك إلى الحديث عن الإيكو-ثيولوجيا (اللاهوت البيئي)، التي وصفها بأنها إطار جديد يجمع بين الإيمان والوعي البيئي. وأوضح أن هذا المفهوم، الذي أُطلق خلال فترة قيادته، يدعو إلى تعزيز المسؤولية الأخلاقية تجاه الطبيعة.

وأضاف: “أكثر من 80% من أسماء الله الحسنى تعبّر عن الرحمة، وينبغي أن تنعكس هذه الرحمة في تعامل الإنسان مع البيئة. الإيكو-ثيولوجيا ليست نظرية أكاديمية فحسب، بل دعوة روحية لإعادة صياغة الفهم الديني على أساس الرأفة والعناية بالخلق.”

ثم ركّز الوزير على تمكين الاقتصاد الإسلامي، مبرزًا الإمكانات الضخمة للأموال المتأتية من العبادات مثل الأضاحي والفدية والعقيقة، والتي يمكن – إذا أُديرت بشكل تكاملي – أن تُسهم في تحريك عجلة الاقتصاد الشعبي.
وأشار إلى أن العوائد السنوية من الأضاحي وحدها قد تصل إلى 72 تريليون روبية، في حين أن مجموع العبادات المشابهة قد يتجاوز 1,000 تريليون روبية سنويًا.

وأوضح الوزير أن الحكومة، بتوجيه من الرئيس برابوو سوبيانتو، تستعد لتأسيس الهيئة الوطنية لتمكين الاقتصاد الإسلامي (LPDU) في جاكرتا العام المقبل، كخطوة استراتيجية لإدارة وتوظيف أموال العبادات لصالح رفاه المجتمع.

وقال: “هذه الخطوة تهدف إلى تحويل القيم الروحية إلى تنمية اقتصادية مستدامة.”

وفي ختام كلمته، استحضر الوزير إرث بيت الحكمة في بغداد، مركز العلم في العصر الذهبي الإسلامي، داعيًا إلى أن تصبح منطقة جنوب شرق آسيا مركزًا جديدًا للحضارة الإسلامية حيث يلتقي العلم بالروح من جديد.

وختم بقوله: “إن مؤتمر AICIS+ ليس مجرد ملتقى أكاديمي، بل هو دعوة لإعادة بناء حضارة إسلامية رحيمة، عادلة، ومستدامة.”