تُعَدّ
تنصيب البروفيسورة المهندسة دوي أغوستينا كورنياواتي، رئيسةً لوكالة ضمان الجودة
للفترة الانتقالية 2024-2028 في جامعة سونان كاليجاكوا الإسلامية الحكومية
يوجياكرتا يوم الإثنين (16/6/2025)، بداية مرحلة جديدة في تعزيز نظام الجودة
الأكاديمية في إحدى أقدم الجامعات الإسلامية في إندونيسيا. وفي ظل تسارع وتيرة
التحول في مؤسسات التعليم العالي، لم تعد تحديات الحفاظ على جودة المؤسسة ذات طابع
إداري فحسب، بل أصبحت أيضًا ذات مضمون جوهري.
جرت
مراسم تنصيب البروفيسورة دوي أغوستينا، المعروفة بلقب "البروفيسورة
نانيس"، في أجواء مهيبة في قاعة الاجتماعات بالطابق الأول من مبنى إدارة الجامعة، بحضور عدد من المسؤولين في الجامعة،
من بينهم رئيس الجامعة، نوّاب الرئيس، رئيس وأمين مجلس الشيوخ، العمداء، مدير
الدراسات العليا، رؤساء الهيئات، بالإضافة إلى منسّقي المراكز التابعة لوكالة ضمان
الجودة بجامعة سونان كاليجاكا. وقد شارك في أداء الشهادة كلٌ من نائب
رئيس الجامعة لشؤون الإدارة العامة والتخطيط والمالية الدكتور محمد صادق، ورئيس
مكتب الإدارة العامة والمالية الدكتور علي صديق. أما أداء القسم فقد تمّ مباشرةً
من قِبل رئيس الجامعة، بحضور
رجل الدين البروفيسور الدكتور مكسودين. وبعد ذلك، قرأت
البروفيسورة نانيس وثيقة النزاهة، وهي بيان يعكس الالتزام الأخلاقي بأداء المهام
بكل مسؤولية وإخلاص.
تستند
تسميتها إلى قرار رئيس جامعة سونان كاليجاكا الإسلامية الحكومية رقم 101.1 لسنة
2025. وليست هذه الشخصية جديدة في مجال ضمان الجودة، فقد وصفها رئيس الجامعة،
البروفيسور نورهايدي حسن، بأنها تكنوقراطية قوية أثبتت مهارتها في التعامل مع
مختلف استمارات الاعتماد، سواء على المستوى الوطني أو الدولي.
قال
البروفيسور نورهايدي في كلمته: "إنها تعرف كيف تعمل الجامعات العالمية."
وقد شدّد رئيس الجامعة على أن أعمال ضمان الجودة يجب أن تُنفّذ من خلال منهج لا
يقتصر على السعي لتحقيق الدرجات على الورق فحسب، بل يجب أن يمسّ جوهر العملية
الأكاديمية.
ولا
شك أنّ المسيرة الأكاديمية للبروفيسورة نانيس مبهرة، فقد أنهت دراستها الجامعية في
معهد باندونغ للتكنولوجيا، ثم واصلت دراساتها العليا في جامعة التكنولوجيا
الماليزية، ونالت درجة الدكتوراه من جامعة نانيانغ التكنولوجية في سنغافورة، وهي
جامعة تُصنّف باستمرار ضمن أفضل 20 جامعة على مستوى العالم.
تعيين
البروفيسورة نانيس رئيسةً لوكالة ضمان الجودة لا يُعدّ مجرد إجراء إداري، بل هو
أيضًا خطوة لبناء قيادة جماعية. وقد أكّد رئيس الجامعة أن العمل الأكاديمي يتطلب
أن تسهم الإنجازات الفردية في نجاح الفريق. وقال: "أنا مجرد قائد بالصدفة،
لكن النصر يُحقّقه جميع اللاعبين."
وتُعتبَر
سنة 2028 محطة حاسمة، حيث تنتهي صلاحية الاعتماد المؤسسي، ويواجه جميع أفراد
المجتمع الأكاديمي مهمة كبرى في الحفاظ على تصنيف "ممتاز" الذي تم
تحقيقه. وهنا تبرز الأهمية الاستراتيجية لوكالة ضمان الجودة، إذ لا يقتصر دورها
على إدارة البيانات والوثائق فحسب، بل يتطلب منها أيضًا تنسيق الانسجام والتكامل
بين الوحدات، بدءًا من مستوى البرامج الدراسية حتى مستوى الجامعة ككل.
في
هذا السياق، يُؤمَل أن تكون البروفيسورة نانيس محركًا وجسرًا في الوقت ذاته. وقد
شدّد رئيس الجامعة قائلاً: "ينبغي لوكالة ضمان الجودة أن تكون متماسكة حقًا
في التنسيق، فلا شيء صعب إذا ناقشناه وتعاملنا معه معًا."
كما
تُعدّ هذه التنصيب لحظة تؤكد أهمية ترسيخ ثقافة الجودة المستدامة، فهي لا تتعلق
بمجرد تحقيق المؤشرات، بل بكيفية صيانة القيم الأكاديمية وتطويرها. ففي العديد من
الحالات، تقع الجامعات في فخ الإنجازات الشكلية التي لا تصاحبها تحسينات جوهرية.
وتسعى
جامعة سونان كاليجاكا الإسلامية الحكومية لتجنّب هذا الفخ. وكما صرّح رئيس
الجامعة، يجب أن تنعكس الجودة الأكاديمية في عمليات التعليم، والإنتاج البحثي،
وخدمة المجتمع ذات الأثر الحقيقي. وفي هذا الإطار، يُنتظر من وكالة ضمان الجودة أن
تكون المحرك الأساسي للتحول الأكاديمي، لا على الصعيد الإداري فحسب، بل على مستوى
المضمون الأكاديمي أيضًا.
مع
خلفيتها العلمية في مجال الهندسة الصناعية وخبرتها في إدارة البرامج الدراسية في
مجالات العلوم والتكنولوجيا، تُعتبر البروفيسورة نانيس صاحبة رؤية إدارية قوية.
وهذه الخبرة تُشكّل زادًا مهمًا في بناء نظام جودة جامعي قائم على البيانات، قابل
للقياس، ومع ذلك يظل مرنًا وإنسانيًا.
وفي ظل التحديات المتسارعة للعصر، سيزداد تعقيد عمل وكالة ضمان الجودة. غير أن القيادة القوية والتعاونية يمكن أن تحوّل هذه التحديات إلى فرصة لتحقيق جودة أكثر عمقًا ومعنى. وفي هذا السياق، لا تُعدّ تنصيب البروفيسورة نانيس مجرّد ملء وظيفة شاغرة، بل هي جزء من استراتيجية طويلة المدى للجامعة تهدف إلى الحفاظ على الجودة من المنبع. (قسم الإعلام – سكرتارية الجامعة)