يوغياكرتا، 6 نوفمبر 2025م — نظّمت كلية أصول الدين والفكر الإسلامي في جامعة سونان كاليجاغا يوغياكرتا المؤتمر الطلابي الدولي السادس تحت شعار "إعادة النظر في العقلانية والتديّن في عصر الاضطراب"، بهدف مناقشة العلاقة المتوازنة بين العقل والإيمان في ظل التحولات الاجتماعية والتكنولوجية المتسارعة.
أُقيم المؤتمر بصيغة هجينة جمعت بين فندق غراند روحان يوغياكرتا ومقر الكلية، بمشاركة باحثين من تسع دول. وقد قُبلت 40 ورقة علمية من أصل 115 ملخصاً مقدّماً، تناولت أبعاد الفكر الإسلامي في مواجهة تحديات العصر الحديث.
جسر للحوار الأكاديمي العالمي
في كلمتها الافتتاحية، أكدت الأستاذة الدكتورة روبي حبيبة أبور، عميدة الكلية، أن المؤتمر يُجسّد التزام الجامعة بتطوير الفكر الإسلامي المعاصر وربط التراث العلمي الكلاسيكي بالدراسات الحديثة.
وقالت: "نهدف إلى أن تكون كلية أصول الدين مختبراً فكرياً يدمج بين أصالة الفكر الإسلامي وحداثة العلوم المعاصرة."
كما ألقى سعادة السفير الدكتور محمد بروجردي، سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في إندونيسيا، كلمة رئيسية، مؤكداً أهمية التعاون الفكري بين الجامعات الإسلامية في آسيا والشرق الأوسط.
رؤية من الجامعة والسفارة
من جانبه، أوضح الأستاذ الدكتور نورهادي، رئيس جامعة سونان كاليجاغا، أن المؤتمر يترجم رؤية الجامعة في تكامل الدين والعلم كمنهج أصيل في بنائها الأكاديمي.
وقال: "لا ينبغي أن نكون مجرد مراقبين للتغيير، بل روّاداً في صناعة المعرفة التي تُحدث أثراً إنسانياً عالمياً."
وأشار الدكتور بروجردي في كلمته إلى أن العقلانية بلا روحانية تؤدي إلى معرفة خالية من الرحمة وحكمة منقوصة.
وأضاف: "علينا أن نعيد التوازن بين العلم والإيمان ليظل الإسلام منارة للعدالة والتطور الأخلاقي."
حوار فكري بين الثقافات والأديان
تضمّن المؤتمر جلسة علمية أدارها صفري نور جنّة، وشارك فيها باحثون من مختلف الدول، منهم:
-
الدكتور مين سيونغ كيم (كوريا الجنوبية)، الذي تناول العقلانية في العصر الرقمي،
-
الأستاذ إيفانجيلوس أندراس (اليونان)، الذي ناقش أزمة القيم والأخلاق في العالم المعاصر،
-
الدكتور جعفر إبراهيم (الجزائر)، الذي دعا إلى صون الحكمة الإسلامية وسط طوفان التقنية.
وقد شكّل المؤتمر فضاءً للحوار بين الثقافات وتعزيز الفهم المتبادل، مؤكداً الدور الحضاري للقيم الإسلامية في بناء إنسانية رقمية أكثر توازناً.
نحو شراكات أكاديمية مستدامة
اختُتمت أعمال المؤتمر بالتأكيد على تعزيز البحوث المشتركة والمنشورات العلمية الدولية، وشارك فيها عدد من الأساتذة وطلبة الدراسات العليا الذين طرحوا رؤى جديدة للتعاون المستقبلي.
وختمت عميدة الكلية بقولها: "هذا المؤتمر ليس فعالية أكاديمية فحسب، بل هو حركة فكرية لبناء مستقبل معرفي يرتكز على الإنسانية والروحانية."
وبذلك تواصل كلية أصول الدين والفكر الإسلامي تعزيز موقعها كمركز عالمي للحوار بين الأديان، والإبداع الأكاديمي، والتعليم الإسلامي المتكامل