WhatsApp Image 2025-09-03 at 07.18.46.jpeg

الخميس, ٢٨ أغسطس ٢٠٢٥ ٠٧:٢٠:٠٠ WIB

0

تعزيز التعاون الأكاديمي الدولي: الجامعة الإسلامية الحكومية سونان كاليجاكا تستضيف متحدثًا من جامعة كيوتو

نظّم معهد البحوث وخدمة المجتمع في الجامعة الإسلامية الحكومية سونان كاليجاكا – يوغياكرتا فعالية المحاضرة المتميزة  (Distinguished Lecture) باستضافة البروفيسور أوكاموتو ماسآكي من مركز الدراسات الآسيوية الجنوبية الشرقية بجامعة كيوتو – اليابان. وقد أقيمت الفعالية يوم الأربعاء (27 أغسطس 2025) في قاعة الاجتماعات بالطابق الأول من مبنى إدارة الجامعة في الحرم الجامعي.

حضر اللقاء الاستراتيجي كلٌّ من رئيس الجامعة، الأستاذ الدكتور نورهادي حسن؛ ونائب الرئيس لشؤون الطلاب والتعاون، الدكتور عبد الرزاقي؛ ورئيس معهد البحوث وخدمة المجتمع، الدكتور عبد القويوم؛ إضافة إلى عمداء الكليات، ومدير الدراسات العليا، وجمع من الأساتذة في الجامعة.

وفي كلمته، أكد رئيس الجامعة أن حضور أكاديمي من جامعة كيوتو يسهم إسهامًا مهمًا في تعزيز الشبكات العلمية الدولية. وأوضح أن العلاقة بين الجامعة الإسلامية الحكومية سونان كاليجاكا وجامعة كيوتو قائمة على أساس مؤسسي راسخ من خلال مذكرة تفاهم موقعة (MoU). كما أشار إلى أن مدينة كيوتو هي المدينة الشقيقة ليوغياكرتا، مما يوفر مجالًا استراتيجيًا للتبادل الثقافي والبحثي والعلمي.

وخلال العام الماضي، أجرى عدد من أساتذة الجامعة أبحاثًا في جامعة كيوتو، وهو ما يعكس استمرارية التعاون ويتيح آفاقًا لزيادة عدد الباحثين في المستقبل. وقال رئيس الجامعة: "تُعَد جامعة كيوتو من الجامعات المرموقة في اليابان والعالم، وتتمتع بأجواء أكاديمية متميزة أفرزت العديد من العلماء البارزين عالميًا. ومن هنا، فإن هذا التعاون يمثل فرصة استراتيجية لتعزيز البحث والتطوير الأكاديمي في جامعتنا".

وأضاف أن مبادرة تعزيز البحث الدولي هي من أولويات الجامعة الإسلامية الحكومية سونان كاليجاكا في مسارها نحو أن تكون جامعة بحثية. فالتعاون مع الجامعات العالمية الرائدة من شأنه رفع جودة البحث، وتوسيع شبكة العلماء، وفتح آفاق لإنتاج معرفة تتوافق مع التحديات العالمية.

وأكد أيضًا أن "هذه المحاضرة المتميزة لا تُغني فقط آفاق المعرفة لدى الأكاديميين في الجامعة، بل تفتح المجال أمام فرص جديدة للتعاون المستقبلي، وهو أمر في غاية الأهمية لدفع أبحاث دولية عابرة للتخصصات يمكن أن تسهم إسهامًا جوهريًا في تطور العلم والإنسانية".

من جانبه، قدّم البروفيسور أوكاموتو ماسآكي، وهو باحث متخصّص في السياسة في جنوب شرق آسيا، نتائج دراسته بعنوان: "تيك توك ومستقبل الديمقراطية في إندونيسيا وخارجها". وتطرّق في محاضرته إلى تطورات المشهد السياسي في إندونيسيا، خاصة السياسة الانتخابية، مستندًا إلى خبرة بحثية غنية ومنشورات علمية عديدة.

وبيّن أوكاموتو أن منصات التواصل الاجتماعي القائمة على مقاطع الفيديو القصيرة مثل تيك توك أصبحت فضاءً سياسيًا بالغ التأثير، حيث يستخدمها أكثر من نصف سكان إندونيسيا، وخاصة الشباب. وهذا ما يجعل السياسة المعاصرة غير منفصلة عن دور وسائل التواصل الاجتماعي. وأضاف: "لم تعد هذه المنصات مجرد فضاء للترفيه، بل تحولت إلى ساحة صراع للأفكار والصور والاتجاهات السياسية. واليوم، يعتمد الشباب اعتمادًا كبيرًا على هذه المقاطع البصرية في الحصول على المعلومات السياسية".

وأشار إلى أن عدة دول في جنوب شرق آسيا والعالم تشهد تحولات سياسية ملحوظة نتيجة الاستخدام المكثف لـ "تيك توك" في العمليات الديمقراطية، مما يشير إلى بروز حقبة جديدة من السياسة الرقمية التي تتأثر باللوغاريتمات والإبداع في المحتوى ومشاركة المجتمعات.

وأظهرت تحليلات أوكاموتو لآلاف المقاطع المنشورة على "تيك توك" قبيل فترة الحملات الانتخابية في إندونيسيا أن الفيديو القصير أصبح الوسيلة الأكثر تأثيرًا في تشكيل الرأي العام، إذ إن المحتوى البصري السهل الوصول والأكثر جذبًا يتفوق في الوصول إلى الناس، خاصة جيل الشباب، مقارنة بالنصوص الطويلة. وأضاف: "ثقافة مشاهدة المقاطع القصيرة بدأت تحل محل عادة قراءة النصوص، وإذا استمر هذا الاتجاه فإنه سيؤدي إلى تحول قيمي في المجتمع قد يؤثر في مسار وجودة الديمقراطية على المدى الطويل".

كما شدّد على ضرورة دراسة هذه الظاهرة بشكل أعمق عبر بحوث متعددة التخصصات تجمع بين العلوم السياسية وعلوم البيانات. وأشار إلى أن تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي بدأ يُستثمر بالفعل كأداة في العمليات الديمقراطية، ومن المتوقع أن يتسع هذا الاتجاه في غضون خمس سنوات مقبلة، بما يحمله من انعكاسات كبيرة على ديناميات السياسة وإدارة الديمقراطية.

واختُتمت الفعالية بجلسة نقاش تفاعلية أثارت العديد من الأسئلة حول تأثير "تيك توك" على الديمقراطية، وشجعت المشاركين على التفكير النقدي والتحليلي، حيث اتضح أن هذه المنصة تحمل تعقيدات تفوق بكثير وظيفتها الترفيهية. ومن هنا، فإن الأبحاث المستقبلية تفتح الباب أمام فرص للتعاون البحثي المشترك بين الجامعة الإسلامية الحكومية سونان كاليجاكا وجامعة كيوتو، في إطار التزام مشترك بإنتاج أبحاث علمية تخدم تطور المعرفة والحضارة الإنسانية.