جاكرتا، 17 أكتوبر 2025 — أعلن نائب وزير الشؤون الدينية الإندونيسي، محمد شفيعي، عن تطور جديد في مسار إنشاء المديرية العامة للمدارس الدينية (البيسَنترين)، مؤكدًا أن خطاب طلب ترخيص المبادرة لتأسيس هذه الوحدة الجديدة قد تم توقيعه وسيُرسل قريبًا إلى الأمانة العامة للدولة.
جاء ذلك عقب لقاء جمع شفيعي بوزيرة إصلاح الأجهزة الإدارية والبيروقراطية (ريني ويدياواتيني) في مقر الوزارة بجاكرتا، يوم الجمعة (17/10/2025)، بحضور نانيك بورواتي نائبة الوزيرة لشؤون المؤسسات، إلى جانب عدد من المسؤولين من وزارة الشؤون الدينية، منهم نور عارفين رئيس مكتب التنظيم والإدارة، غاياتري المستشارة الخاصة لنائب الوزير، والخبران جونيساب وجاكا.
وقال شفيعي: "اليوم تشرفت بزيارة الوزيرة ريني ويدياواتيني، والحمد لله، لدينا أخبار سارة؛ إذ تم توقيع خطاب ترخيص المبادرة لتأسيس المديرية العامة للمدارس الدينية، وسيُرسل قريبًا إلى الأمانة العامة للدولة."
وأعرب عن تفاؤله بأن يصدر الرئيس برابوو سوبـيانتو ترخيص المبادرة قبل حلول يوم السانطري الوطني 2025، معتبرًا ذلك "هدية ثمينة" لعالم المدارس الدينية في إندونيسيا.
وأضاف: "أنا متفائل بأن يوم السانطري 2025 سيحمل لنا هدية صدور الترخيص من الرئيس، وهو تكريم للحركة الدينية والتعليمية في البلاد."
أهمية إنشاء المديرية العامة للمدارس الدينية
وأوضح شفيعي أن إنشاء المديرية العامة أصبح ضرورة وطنية، لأن المدارس الدينية (البيسَنترين) تضطلع بدور محوري كما نص عليه القانون رقم 18 لسنة 2019 بشأن المدارس الدينية، والذي يحدد ثلاث وظائف رئيسية لهذه المؤسسات: التعليم، والدعوة، وتمكين المجتمع.
وقال: "لقد أدّت المدارس الدينية هذه الوظائف الثلاث منذ قرون، بل قبل استقلال إندونيسيا، إذ يعود تاريخها إلى القرن الخامس عشر."
في مجال التعليم، تشرف المدارس الدينية على مؤسسات تعليمية تمتد من المراحل الأساسية حتى الجامعية (المعهد العالي)، وتُعدّ موئلًا لملايين الطلبة الذين يدرسون قيم الإسلام المعتدل (رحمة للعالمين).
وفي مجال الدعوة، تروّج هذه المدارس لقيم التوازن والاعتدال والعدالة والتسامح.
أما في مجال تمكين المجتمع، فتسهم المدارس الدينية في تعزيز الاقتصاد المحلي من خلال المشاريع الإنتاجية وبرامج الاكتفاء الذاتي.
وأردف قائلاً: "إن المدارس الدينية تؤدي دورًا فاعلًا في محاربة الفقر وتقليص الفوارق الاجتماعية وتعزيز النمو الاقتصادي الشامل، خصوصًا في المناطق الريفية."
وتشير بيانات وزارة الشؤون الدينية إلى وجود أكثر من 42 ألف مدرسة دينية مسجّلة، وقد يصل العدد الإجمالي إلى 44 ألفًا عند احتساب غير المسجّلة رسميًا. وتضم هذه المدارس أكثر من 11 مليون طالب يشرف عليهم نحو مليون شيخٍ ومعلم.
كما تشرف مديرية المدارس الدينية الحالية على 104,204 مدرسة دينية تكملية (مدرسة دينية تقليدية) و194,901 مؤسسة لتعليم القرآن الكريم في أنحاء البلاد.
وأكد شفيعي: "إن إنشاء المديرية العامة الجديدة يمثل خطوة تنظيمية تتناسب مع حجم الخدمات الدينية المطلوبة، وقد أنجزنا دراسة تحليل عبء العمل لكل وحدة ضمن هذا الهيكل الجديد."
واختتم حديثه قائلاً إنه يأمل أن يصدر ترخيص المبادرة من الرئيس قبل 22 أكتوبر 2025، تزامنًا مع يوم السانطري الوطني، معتبرًا ذلك "هدية رمزية وتقديرًا لعلماء الدين الذين كرّسوا حياتهم لخدمة التعليم الديني وتطوير المدارس الدينية."
(المصدر: وزارة الشؤون الدينية الإندونيسية / المكتب الإعلامي)