جامعة سونان كاليجاغا الإسلامية الحكومية تجدد روح السَّنْتَرِيّ: من الإيمان إلى الحضارة العالمية

يوغياكرتا – ٢٢ أكتوبر ٢٠٢٥م – شهدت ساحة جامعة سونان كاليجاغا الإسلامية الحكومية في يوغياكرتا أجواءً مفعمة بالفخر والروحانية، حيث اجتمع المئات من أعضاء هيئة التدريس والموظفين والطلبة لإحياء يوم السَّنْتَرِيّ لعام ٢٠٢٥م.
وترأس الحفل رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور نورهادي حسن، الذي ألقى كلمة مؤثرة تجاوزت حدود الزمان والتقاليد، مؤكداً أن إرث pesantren (المدارس الإسلامية التقليدية) يجب أن يظل مصدر إلهام لمسيرة الأمة نحو الحضارة العالمية.

وجاءت احتفالية هذا العام تحت الشعار الوطني: «حماية استقلال إندونيسيا نحو الحضارة العالمية». لم تكن المناسبة مجرد طقس رسمي، بل كانت إعلاناً للنية والعزم على أن روح السَّنْتَرِيّ، التي تجلت في كفاح الاستقلال قديماً، يجب أن تتطور اليوم إلى قيادة فكرية وأخلاقية وروحية في عصر العولمة.

وفي كلمته، نقل الأستاذ الدكتور نورهادي رسالة وزير الشؤون الدينية، التي بدأها بتقديم التعازي في حادثة مأساوية وقعت في معهد الخوزيني في سِيدوارجو بجاوة الشرقية، والتي راح ضحيتها ٦٧ شخصاً. وأوضح أن الوزارة سارعت إلى تقديم الدعم والمساعدة للضحايا وأسرهم، قائلاً: «إن هذا يعكس رعاية الدولة الصادقة ووجودها الحقيقي إلى جانب pesantren وطلبتها.»

وأشار رئيس الجامعة إلى أن يوم السَّنْتَرِيّ في ٢٢ أكتوبر يخلّد ذكرى فتوى الجهاد التي أصدرها الشيخ هاشم أشعري عام ١٩٤٥م، والتي أشعلت روح المقاومة وقادت إلى معركة سورابايا البطولية. وقال: «جهادنا اليوم لم يعد في ساحات القتال، بل في الفصول الدراسية والمختبرات والفضاءات الرقمية. إنه نضال من أجل العلم والفضيلة والنزاهة.»

وأضاف أن الدولة تُولي اهتماماً متزايداً بالمؤسسات الدينية من خلال قانون pesantren لعام ٢٠١٩م والمرسوم الرئاسي رقم ٨٢ لعام ٢٠٢١م بشأن صندوق الوقف للمدارس الدينية، فضلاً عن السياسات المحلية التي تعزز دور المجتمع السَّنْتَرِيّ. وقال: «تلك المبادرات تؤكد أن الدولة تعترف بـ pesantren كعمود أخلاقي للأمة.»

وبمناسبة مرور عقدٍ على أول احتفال وطني بيوم السَّنْتَرِيّ عام ٢٠١٥م، شدد الأستاذ الدكتور نورهادي على أن pesantren أصبحت مراكز حيوية لتنشئة العقول والأخلاق. وقال: «من هذه المعاهد خرج العلماء والقادة والمفكرون الذين يسهمون اليوم في تشكيل الخطاب العالمي.»

وفي ختام كلمته، دعا رئيس الجامعة الجيل الشاب إلى التمسك بالعلم والأخلاق والصلابة، قائلاً: «احفظوا التراث النبيل للمدارس الدينية، واحتضنوا الابتكار. احملوا روحها إلى الحياة العامة والساحة الدولية. فمستقبل إندونيسيا سيُكتب بأيدي أبنائها السَّنْتَرِيّين.»

وبصفتها إحدى أبرز الجامعات الإسلامية في إندونيسيا، تؤكد جامعة سونان كاليجاغا الإسلامية الحكومية في يوغياكرتا التزامها الدائم بدمج القيم الإسلامية مع البحث العلمي الحديث، والسعي لبناء رؤية شاملة مترابطة تجمع بين الإيمان والعلم والحضارة.

(مكتب العلاقات العامة – جامعة سونان كاليجاغا الإسلامية الحكومية، يوغياكرتا)