في أجواء مهيبة
خلال الجلسة العلنية المفتوحة لمجلس الشيوخ بجامعة سونان كاليجاكا الإسلامية
الحكومية يوغياكرتا، يوم الثلاثاء (6/5/2025)، تم رسميًا تنصيب الأستاذ الدكتور
عثمان، المحاضر في كلية علوم التربية والتدريس، كأستاذ كرسي في مجال فكر التربية
الإسلامية.
ومن
خلال خطابه العلمي الذي جاء بعنوان "دراسة
فلسفية حول أهمية تعليم الدين الإسلامي وتشكيل الوعي الحنيفي"، قدم الأستاذ عثمان عرضًا لنموذج فكري جديد
في فهم الدور الاستراتيجي لتعليم الدين الإسلامي، بوصفه جسرًا لوعي الإنسان نحو
الحقيقة المطلقة.
"إنّ تعليم الدين الإسلامي الذي أقصده
ليس مجرد معلومات أكاديمية فارغة، بل هو إطار مفاهيمي قادر على تشكيل الوعي
الحقيقي، أي الوعي الحنيفي."
في بحثه، قسّم الأستاذ الدكتور عثمان وعي الإنسان
المسلم إلى أربع فئات:
تصوّر الوعي الجاهلي
حالةً باطنية يتعمّد فيها الإنسان إغلاق نفسه عن الحقيقة، ويميل فيها إلى التقليد
الأعمى، وعدم الإبداع، واللاعقلانية؛ وهو شكل من أشكال التجهيل يُغلّف بالتقاليد
والتعصّب.
الوعي الديني هو تديّن
يقوم على الطاعة العقائدية الصارمة. وعلى الرغم من مظهره الديني، إلا أنه غالبًا
ما يقع في فخ الرمزية، والفهم الحرفي للنصوص، والانغلاق، دون تفكير نقدي و وعي
اجتماعي.
الوعي العلمي يُظهر
انفتاحًا واستخدامًا للمناهج العقلانية والعلمية، إلا أنه لا يزال مقيَّدًا
بالمنظور الوضعاني الذي يختزل القيم الروحية في ما هو تجريبي فقط.
الوعي الحنيفي هو ذروة
الوعي، كما ورثناه عن النبي إبراهيم عليه السلام، والذي يوجه الإنسان دائمًا
للتركيز على التوحيد، والصدق، والانفتاح، والعدالة. إنه شكل من أشكال الوعي
التجاوزي والسياقي، الذي لا ينظر إلى الإسلام كمجرد تعاليم فحسب، بل كطريقة حياة
متجذرة في الأرض ومحررة.
قال بحزم: "الوعي الحنيفي هو الوعي القادر على
تحويل الإنسان إلى فاعل نشط، وليس إلى موضوع سلبي لنظام اجتماعي أو ثقافي أو
تعليمي."
بالاستناد إلى فكر
كونتوويجويُو، وتوماس كون، ولؤي صافي، يضع الأستاذ الدكتور عثمان تعليم الدين
الإسلامي كميادٍ لتشكيل النماذج الفكرية، أي كطريقة للتفكير، والتحقيق، وفهم
الواقع. ومن خلال هذا المنهج، ينبغي أن لا يقتصر تعليم الدين الإسلامي على تعليم
ماهية الإسلام فقط، بل أيضًا على كيفية فهمه وتطبيقه بشكل ملائم في السياق المعاصر.
يُظهِر ذلك أن شخصين من
خلفية تعليمية واجتماعية متشابهة يمكن أن تكون لهما رؤى حياتية مختلفة، وذلك
اعتمادًا على وعيهما الإبستمولوجي والأنطولوجي.
قال بصراحة: "يجب أن يكون التعليم الديني
الإسلامي أداة للتحول، لا مجرد وسيلة للنقل."
علاوة على ذلك، اقترح
البروفيسور عثمان تصميمًا للمناهج وطرق تدريس التربية الدينية الإسلامية يكون
قادرًا على تنمية جميع قدرات الإنسان: المعرفية، والعاطفية، والمهارية. وقد شدد
على ضرورة اتباع منهج تعليمي يكون موضوعيًا، حواريًا، وتشاركيًا، أي يجعل الطالب
فاعلًا في عملية التعلم، لا مجرد أداة للحفظ والتلقين.
والغاية النهائية هي إنتاج الإنسان الحنيف، أي الإنسان المبدع، التقدمي، الموضوعي، والواعي بالله.