يوغياكرتا – شهدت قاعة المؤتمرات الكبرى في الجامعة الإسلامية الحكومية سونان كاليجاغا بمدينة يوغياكرتا، يوم السبت، احتفالات واسعة بمناسبة الذكرى الرابعة والسبعين لتأسيس الجامعة، بحضور قيادات أكاديمية ومسؤولين حكوميين ودبلوماسيينوخريجين من مختلف الأجيال. وجاءت هذه المناسبة لتؤكد مكانة الجامعة كإحدى أعرق المؤسسات الإسلامية في إندونيسيا، ودورها الريادي في الجمع بين الأصالة الدينية والتحديث العلمي.

بدأت الفعاليات بكلمة افتتاحية ألقاها رئيس الجامعة الذي عبّر عن فخره بالمسيرة الطويلة التي قطعتها سونان كاليجاغا في خدمة التعليم العالي والبحث العلمي، مؤكداً أن الجامعة نجحت منذ تأسيسها في تكوين نخبة من العلماء والمفكرين وقادة المجتمع الذين يسهمون في بناء الأمة وتعزيز قيم التسامح والتعايش. وأشار إلى أن هذا الاحتفال ليس مجرد مناسبة تذكارية، بل هو محطة لتجديد الالتزام برسالة الجامعة في تطوير التعليم المتكامل بين العلوم الإسلامية والحديثة.

أبرز ما ميّز الحفل كان تكريم مجموعة من الخريجين المتميزين الذين حققوا إنجازات لافتة في مجالاتهم الأكاديمية والاجتماعية. وقد اختارت لجنة التحكيم هؤلاء الخريجين استناداً إلى إسهاماتهم الملموسة في خدمة المجتمع وتعزيز صورة الجامعة على المستويين الوطني والدولي. وتم تسليم جوائز التميز في أجواء احتفالية عكست روح الامتنان والاعتزاز.

في كلمته، أوضح رئيس الجامعة أن تكريم الخريجين يشكل دافعاً للأجيال القادمة للاستمرار في طلب العلم والإبداع. وقال: "إن نجاح خريجينا في مواقع مختلفة من الحياة العامة دليل حي على قوة الرسالة التي نحملها، ورسالة الجامعة لا تتوقف عند حدود القاعات الدراسية، بل تمتد إلى المجتمع والعالم."

حضر الحفل عدد من الشخصيات الأكاديمية والحكومية، من بينهم ممثلون عن وزارة الشؤون الدينية ووزارة التعليم والثقافة، إضافة إلى أعضاء مجلس الشيوخ الأكاديمي وسفراء دول صديقة. وأشاد الحضور بالدور التاريخي للجامعة في تخريج قادة فكر ورأي أسهموا في تعزيز الحوار بين الحضارات، ومواكبة التحديات المعاصرة من خلال الجمع بين القيم الإسلامية الأصيلة والمعرفة الحديثة.

كما تخلل الاحتفال عرض مرئي يروي مسيرة الجامعة منذ تأسيسها وحتى اليوم، موثقاً إنجازاتها في مجالات البحث العلمي، والتعاون الدولي، وتطوير المناهج التعليمية التي توازن بين التراث الإسلامي ومتطلبات العصر. وأكد العرض على أن الجامعة ماضية في خططها المستقبلية لتعزيز مكانتها كمركز علمي عالمي يستقطب طلاباً وباحثين من مختلف دول العالم.

واختتمت الفعاليات بالتأكيد على أهمية تعزيز شبكة الخريجين حول العالم، وتشجيعهم على المشاركة في برامج التنمية المستدامة، بما يرسّخ دور الجامعة في خدمة الإنسانية. وعبّر الخريجون المكرَّمون عن امتنانهم لهذه اللفتة الكريمة، معتبرين أن هذا التكريم يضاعف مسؤوليتهم في الاستمرار بالعطاء والإسهام في نهضة المجتمع.

بهذه المناسبة، جدّدت الجامعة الإسلامية الحكومية سونان كاليجاغا التزامها برؤيتها في دمج العلوم الإسلامية مع الابتكار العلمي، مؤكدة أن الذكرى الرابعة والسبعين ليست نهاية المطاف، بل بداية مرحلة جديدة من التحديث والانفتاح على آفاق أوسع في خدمة الأمة والإنسانية جمعاء.